الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ بَرَآءَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { فَسِيحُواْ فِي ٱلأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخْزِي ٱلْكَافِرِينَ } * { وَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيۤءٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوۤاْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ }

قوله { بَرَآءَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } يقول لنبي الله وأصحابه براءة العهد الذي كان بين رسول الله وبين مشركي العرب { فَسِيحُواْ فِي ٱلأَرْضِ } أي اذهبوا { أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ } يقوله لأهل العهد من المشركين { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ } سابقي الله حتى لا يقدر عليكم { وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخْزِي ٱلْكَافِرِينَ }.

{ وَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } أي وإعلام من الله ورسوله { إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ } وهو يوم النحر { أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيۤءٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ } إن لم يؤمنوا.

تفسير مجاهد أقبل رسول الله من تبوك حين فرغ منها فأراد أن يحج ثم قال إنه يحضر البيت مشركون يطوفون عراة ولا أحب أن أحج حتى لا يكون ذلك فأرسل أبا بكر وعليا فطافا في الناس بذي المجاز وبأمكنتهم التي كانوا يتبايعون فيها وبالموسم كله فآذنوا أصحاب العهد بأن يأمنوا أربعة أشهر من يوم النحر إلى عشر ليال يمضين من شهر ربيع الآخر ثم لا عهد.

وقال قتادة إن أبا بكر أمر على الحاج يومئذ ونادى علي فيه بالأذان وكان عاما حج فيه المسلمون والمشركون.

وقال الحسن كان النبي قد أمر أبا بكر أن يؤذن الناس بالبراءة فلما مضى دعاه فقال: " إنه لا يبلغ عني في هذا الأمر إلا من هو من أهل بيتي ".

قال محمد قال بعض العلماء إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا بذلك دون أبي بكر لأن العرب كانت جرت عادتهم في عقد عهودها لو نقضتها أن يتولى ذلك على القبيلة رجل منها فكان جائزا أن تقول العرب إذن عليك نقض العهود من الرسول هذا خلاف ما نعرف فينا في نقض العهود فأزاح صلى الله عليه وسلم العلة وكان هذا في سنة تسع من الهجرة بعد افتتاح مكة بسنة.

قال محمد قوله { بَرَآءَةٌ } يجوز الرفع فيها على وجهين.

أحدهما على خبر الابتداء على معنى هذه الآيات { بَرَآءَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } وعلى الابتداء ويكون الخبر { إِلَى ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ }.

قوله { فَإِن تُبْتُمْ } يقول للمشركين فإن تبتم من الشرك { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ } عن الله ورسوله.

{ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } يعني القتل قبل عذاب الآخرة ثم رجع إلى قصة أصحاب العهد فقال { إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً } أي لم يضروكم { وَلَمْ يُظَاهِرُواْ } يعاونوا { عَلَيْكُمْ أَحَداً } من المشركين { فَأَتِمُّوۤاْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ }.