الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ } * { إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلْعُلْيَا وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ } هي مثل قولهأَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ } [الأعراف: 176] يعني الرضا بالدنيا { إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } يقول يهلككم بالعذاب ويستبدل قوما غيركم { وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً } قال مجاهد إن هذا حين أمروا بغزوة تبوك في الصيف حين طابت الثمار واشتهوا الظل وشق عليهم الخروج.

{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم { فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من مكة { ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ } " وذلك أن قريشا اجتمعوا في دار الندوة فتآمروا بالنبي فاجتمع رأيهم على ما قال عدو الله أبو جهل وقد فسرنا ذلك في سورة الأنفال فأوحى الله عز وجل إليه فخرج هو وأبو بكر ليلا حتى انتهى إلى الغار فطلبه المشركون فلم يجدوه فطلبوا وقد كان أبو بكر دخل الغار قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمس الغار فنظر ما به لئلا يكون فيه سبع أو حية يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الغار وأخذت يمامة فوضعت على باب الغار فجعلا يستمعان وقع حوافر دواب المشركين في طلبهما فجعل أبو بكر يبكي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما يبكيك يا أبا بكر " قال أخاف أن يظهر عليك المشركون فيقتلوك فلا يعبد الله عز وجل بعدك أبدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا } وجعل أبو بكر يمسح ل الدموع عن خده " { فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ }.

قال الحسن السكينة الوقار قال محمد وهي من السكون المعنى أنه ألقى في قلبه ما سكن به وعلم أنهم غير واصلين إليه { وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } يعني الملائكة عند قتاله المشركين