الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوۤاْ أُوْلِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } * { وَمَا كَانَ ٱسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ } * { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { إِنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }

{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ } تفسير قتادة قال كان أنزل في سورة بني إسرائيلوَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } [الاسراء: 24] ثم أنزل في هذه الآية { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤا } الآية فلا ينبغي للمسلم أن يستغفر لوالديه إذا كانا مشركين ولا أن يقول رب ارحمهما وقوله عز وجل { مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } أي ماتوا على الكفر { وَمَا كَانَ ٱسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ.... } الآية.

قال قتادة " ذكر لنا أن رجلا قال لنبي الله صلى الله عليه وسلم إن من آبائنا من كان يحسن الجوار ويصل الأرحام ويفك العاني ويفي بالذمم أفلا تستغفر لهم قال: " بلى فوالله إني لأستغفر لوالدي كما استغفر إبراهيم لأبيه " فأنزل الله سبحانه { وَمَا كَانَ ٱسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ }.

{ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ } أي مات على شركه { تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ } قال ابن عباس الأواه الموقن وقال ابن مسعود هو الدعاء قال محمد وذكر أبو عبيد أن هذا التفسير أقرب في المعنى لأنه من التأوه وهو من الصوت منه قول الشاعر
فأوه بذكراها إذا ما ذكرتها   ومن بعد أرض دونها وسماء
قال محمد يقال أوه بتسكين الواو وكسر الهاء و أوه مشددة يقال آه الرجل يئوه إذا قال أوه من أمر يشق عليه ويقال تأوه الرجل والمتأوه المتلهف.

{ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ } الآية.

بلغنا أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ماتوا قبل أن تفترض الفرائض أو بعضها فقال قوم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مات إخواننا قبل أن تفترض هذه الفرائض فما منزلتهم فأنزل الله عز وجل هذه الآية فأخبر أنهم ماتوا على الإيمان.