الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَكْرَمَنِ } * { وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَهَانَنِ } * { كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ } * { وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } * { وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً } * { وَتُحِبُّونَ ٱلْمَالَ حُبّاً جَمّاً } * { كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ ٱلأَرْضُ دَكّاً دَكّاً } * { وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } * { وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ }

{ فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ } وهو المشرك { إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ } أي وسع عليه من الدنيا { فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَكْرَمَنِ } أي فضلني { وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ } فقتر { عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَهَانَنِ * كَلاَّ } قال الحسن أكذبهما جميعا بقوله { كَلاَّ } ومعناها لا أي لا بالغنى أكرمت ولا بالفقر أهنت.

قال محمد ذكر ابن مجاهد أن قراءة نافع أكرمني وأهانني بياء في الوصل.

{ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ } يقوله للمشركين { وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } وذلك أن المشركين كانوا يقولون أنطعم من لو يشاء الله أطعمه { وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً } أي لا تبالون من حرام أو حلال.

قال محمد لما شديدا وهو من قولك لممت الشيء إذا جمعته والتراث أصله الوارث من ورثت التاء فيه منقلبة عن واو يقال إنه أراد تراث اليتامى.

{ وَتُحِبُّونَ ٱلْمَالَ حُبّاً جَمّاً } كثيرا { كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ ٱلأَرْضُ دَكّاً دَكّاً } أي: صارت مستوية قال محمد معنى دكت دقت جبالها وأنشازها حتى استوت.

{ وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } تفسير السدي يعني صفوف الملائكة كل أهل سماء على حدة.

قال يحيى وحدثني رجل من أهل الكوفة عن ليث عن شهر بن حوشب قال إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم العكاظي ثم يحشر الله فيها الخلائق من الجن والإنس ثم أخذوا مصافهم من الأرض ثم ينزل أهل السماء الدنيا بمثل من في الأرض وبمثلهم معهم من الجن والإنس حتى إذا كانوا على رءوس الخلائق أضاءت الأرض لوجوههم وخر أهل الأرض ساجدين وقالوا أفيكم ربنا قالوا ليس فينا وهو آت ثم أخذوا مصافهم من الأرض ثم ينزل أهل السماء الثانية بمثل من في الأرض من الجن والإنس والملائكة الذين نزلوا قبلهم ومثلهم معهم حتى إذا كانوا مكان أصحابهم أضاءت الأرض لوجوههم وخر أهل الأرض ساجدين وقالوا أفيكم ربنا قالوا ليس فينا وهو آت ثم أخذوا مصافهم من الأرض ثم ينزل أهل السماء الثالثة بمثل من في الأرض من الجن والإنس والملائكة الذين نزلوا قبلهم ومثلهم معهم حتى إذا كانوا مكان أصحابهم أضاءت الأرض لوجوههم وخر أهل الأرض ساجدين ل وقالوا أفيكم ربنا قالوا ليس فينا وهو آت وينزل أهل السماء الرابعة على قدرهم من التضعيف ثم ينزل أهل السماء الخامسة على قدر ذلك من التضعيف ثم ينزل أهل السماء السادسة على قدر ذلك من التضعيف ثم ينزل أهل السماء السابعة على قدر ذلك من التضعيف حتى ينزل الجبار تبارك وتعالى قالوَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } [الحاقة: 17] تحمله الملائكة على كواهلها بأيد وقوة وحسن وجمال حتى إذا جلس على كرسيه ونادى بصوته لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فيرد على نفسه

السابقالتالي
2