الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } * { ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ } * { وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ } * { وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ } * { فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ } * { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } * { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } * { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } * { فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ } * { سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ } * { وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشْقَى } * { ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } * { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا } * { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ } * { وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ } * { بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ } * { صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ }

قوله { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } صل لربك الأعلى { ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ * وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ } أي قدره في خلقه نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظما ثم لحما ثم شعرا ثم نفخ فيه الروح قال { فَهَدَىٰ } بين له السبيل سبيل الهدى وسبيل الضلالة في تفسير الحسن { وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ * فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ } فيها تقديم فجعله أحوى غثاء والأحوى عند الحسن الأسود من شدة الخضرة والغثاء الهشيم اليابس وهو كقوله:فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ } [الكهف: 45] أي فصار هشيما بعد إذ كان خضرا.

قال محمد الحوة السواد ولذلك قيل للشديد الخضرة أحوى لأنه يضرب إلى الحوة والغثاء في كلام العرب الذي تراه فوق ماء السيل يقال منه غثى الوادي يغثي إذا جمع غثاءه وواحد الغثاء غثاءة.

قوله { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ * إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه القرآن يجعل يقرأ ويدئب فيه نفسه مخافة أن ينسى وقوله { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } هو كقوله:مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة: 106] ينسيها الله نبيه.

قال محمد { فَلاَ تَنسَىٰ } المعنى فأنت لا تنسى لم يرد الأمر.

قوله { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ } العلانية { وَمَا يَخْفَىٰ } السر { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } لعمل الجنة { فَذَكِّرْ } أي بالقرآن { إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ } أي: إنما ينتفع بالتذكرة من يقبلها { سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ } الله { وَيَتَجَنَّبُهَا } يتجنب التذكرة { ٱلأَشْقَى } يعني: المشرك { ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } وهي نار جهنم والصغرى نار الدنيا { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا } فيستريح { وَلاَ يَحْيَا } حياة تنفعه.

{ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ } وكانت الصلاة يومئذ ركعتين غدوة وركعتين عشية { بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } يقوله للمشركين أي يزعمون أن الدنيا باقية وأن الآخرة لا تكون { وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ } من الدنيا { وَأَبْقَىٰ } أي وأن الدنيا لا تبقى وأن الآخرة باقية يعني بهذا الجنة { إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ } تفسير بعضهم يقول فيها إن الآخرة خير من الدنيا وأبقى.