قوله: { وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ * ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب والنجم في هذا الموضع جماعة النجوم والثاقب المضيء. قال محمد يقال ثقب يثقب ثقوبا إذا أضاء ويقال للموقد أثقب نارك أي أضئها وهذا قسم. { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } وهي تقرأ على وجهين لما خفيفة و لما مثقلة فمن قرأها بالتخفيف يقول لعليها حافظ و ما صلة ومن قرأها بالتثقيل يقول إلا عليها حافظ يعني حافظا من الملائكة يحفظ عليها عملها. قال محمد إنما قيل للنجم الطارق لأن طلوعه بالليل وكل ما أتى ليلا فهو طارق. { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ } يعني النظفة قال محمد: دافق قال قوم معناه مدفوق وقال قوم المعنى من ماء ذي اندفاق. { يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ } يعني صلب الرجل وترائب المرأة وهو نحرها قال محمد الترائب موضع القلادة من الصدر واحدها تريبة. { إِنَّهُ } إن الله { عَلَىٰ رَجْعِهِ } على أن يبعثه بعد الموت { لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } أي تختبر وتظهر يعني سرائر القلوب { فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ } يمتنع بها من عذاب الله { وَلاَ نَاصِرٍ } ينصره وهذا المشرك ثم أقسم فقال { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ } بالمطر عاما فعاما { وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } بالنبات { إِنَّهُ } يعني القرآن { لَقَوْلٌ فَصْلٌ } حق { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } بالكذب. قال محمد الرجع في اللغة المطر سمي بذلك لأنه يجيء ويرجع ويتكرر. { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } يعني المشركين يكيدون بالنبي صلى الله عليه وسلم { وَأَكِيدُ كَيْداً } أي أعذبهم في الدنيا والآخرة. قال محمد { وَأَكِيدُ كَيْداً } يعني أجازيهم جزاء كيدهم وهو معنى ما ذهب إليه يحيى. { فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } أي: قليلا وهذا وعيد تفسير الكلبي يعني يوم بدر قال محمد { رُوَيْداً } صفة للمصدر المعنى أمهلهم إمهالا رويدا.