الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } * { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } * { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } * { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ } * { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } * { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } * { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } * { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ } * { فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً } * { وَيَصْلَىٰ سَعِيراً } * { إِنَّهُ كَانَ فِيۤ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } * { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } * { بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً }

قوله: { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } وذلك يوم القيامة { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } سمعت وأطاعت { وَحُقَّتْ } وحق لها أن تفعل { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } تمد مد الأديم وهذا إذا بدلت بأرض بيضاء كأنها فضة لم يعمل عليها خطيئة { وَأَلْقَتْ } أخرجت { مَا فِيهَا } يعني الأموات { وَتَخَلَّتْ } إلى الله منهم فصاروا على { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } هي مثل الأولى.

قال محمد يقال أذنت للشيء أذن أذنا إذا استمعت قال الشاعر:
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به   وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
قوله: { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً } أي عامل إلى ربك عملا { فَمُلاَقِيهِ } فملاق ثواب ذلك العمل إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

قال محمد الكدح في اللغة السعي والدءوب في العمل في باب الدنيا وفي باب الآخرة وجواب إذا يدل عليه فملاقيه المعنى إذا كان يوم القيامة لقي الإنسان عمله.

{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } الآية سألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم عن الذي يحاسب حسابا يسيرا فقال يعرف بعمله ثم يتجاوز الله عنه { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ } إلى أزواجه من الحور العين { مَسْرُوراً } { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ } تخلع كتفه اليسرى فتجعل خلفه فيأخذ بها كتابه { فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً } في النار يقول يا ويلاه ويا ثبوراه { وَيَصْلَىٰ سَعِيراً } أي يكثر عذابه ويشوى في النار { إِنَّهُ كَانَ فِيۤ أَهْلِهِ } في الدنيا { مَسْرُوراً } لا يؤمن بالبعث { إِنَّهُ ظَنَّ } حسب { أَن لَّن يَحُورَ } أي يرجع إلى ربه.

قال محمد: حار يحور حورا وحئورا أي رجع وقال لبيد:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه   يحور رمادا بعد إذ هو ساطع
قوله { بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً } أي أنه سيبعثه.