الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ } * { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } * { يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } * { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } * { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } * { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ } * { خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ } * { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ } * { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ } * { وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ } * { وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ } * { وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَضَالُّونَ } * { وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } * { فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } * { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } * { هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }

{ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } تفسير مجاهد: عليون في السماء السابعة قال { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ } أي أنك لم تدر ما عليون حتى أعلمتك { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } مكتوب يكتب في عليين { يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } مقربو أهل كل سماء يشهدون كتاب عمل المؤمن حيث يكتب فيه ويشهدون عليهم يوم القيامة أنها أعمالهم.

{ عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } الأرائك السرر في الحجال قال مجاهد وهي سرر من لؤلؤ وياقوت.

{ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ } يعني الشراب وهي الخمر { مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ } قال مجاهد يختم به آخر جرعة.

قال محمد يعني أنهم إذا شربوا هذا الرحيق فقني ما في الكأس وانقطع الشرب انختم ذلك بطعم المسك ورائحته.

قال: { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ } في الدنيا بالأعمال الصالحة قال { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ } ومزاج ذلك الشارب من تسنيم { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ } قال قتادة يشرب بها المقربون صرفا وتمزج لسائر أهل الجنة و تسنيم أشرف شراب في الجنة.

قال: ونصب عينا لأن المعنى من عين كما قالأَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } [الإسراء: 61] أي من طين.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ } أشركوا { كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ } في الدنيا أي يسخرون بهم { وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ } كان المشركون إذا مر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقول بعضهم لبعض انظروا إلى هؤلاء الذين تركوا شهواتهم في الدنيا ل يطلبون بذلك زعموا نعيم الآخرة.

{ وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ } يعني المشركين { إِلَىٰ أَهْلِهِمُ } في الدنيا { ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ } أي مسرورين { وَإِذَا رَأَوْهُمْ } رأوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم { قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَضَالُّونَ } يتركون شهواتهم في الدنيا.

قال الله: { وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } يحفظون أعمالهم يعني المشركين { فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } تفسير الحسن هذه والله الدولة الكريمة التي أدال الله المؤمنين على المشركين في الآخرة فهم يضحكون منهم وهم متكئون على فرشهم ينظرون كيف يعذبون كما كان الكفار يضحكون منهم في الدنيا والجنة في السماء.

قال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاء بالمستهزئين يوم القيامة فيفتح لهم باب إلى الجنة فيقال لهم ادخلوا فإذا جاءوا أغلق دونهم فيرجعون ثم يدعون فإذا جاءوا أغلق دونهم فيرجعون فيدعون ليدخلوا فإذا جاءوا أغلق دونهم حتى إنهم يدعون فما يجيئون من اليأس قوله { هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ } هل جوزي الكفار { مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } أي: قد جوزوا شر الجزاء.