الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ } * { ٱلْجَوَارِ ٱلْكُنَّسِ } * { وَٱللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } * { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } * { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } * { ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ } * { مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ } * { وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } * { وَلَقَدْ رَآهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ } * { وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ } * { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } * { فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } * { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } * { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ فَلاَ أُقْسِمُ } المعنى فأقسم ولا صلة { بِٱلْخُنَّسِ } تفسير الحسن هي النجوم تخنس بالنهار أي تتوارى وهي في ذلك جارية { ٱلْجَوَارِ } يعني: جريها في السماء { ٱلْكُنَّسِ } تفسير الكلبي يعني أنها تكنس بالنهار كما تتوارى الظباء في كناسها { وَٱللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } تفسير الحسن إذا أظلم قال محمد قال قوم عسعس الليل إذا أظلم وقيل عسعس أدبر وأنشد بعضهم:
حتى إذا الصبح لها تنفسا   وانجاب عنها ليلها وعسعسا
{ وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } إذا أضاء أقسم بهذا كله { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } يعني جبريل يرسله الله إلى النبيين { ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ } في المنزلة والقربة { مُّطَاعٍ ثَمَّ } يعني في السماء قال الحسن أمر الله أهل السماء بطاعة جبريل كما أمر أهل الأرض أن يطيعوا محمدا { أَمِينٍ } عند الله وعند الملائكة { وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وذلك لقول المشركين إنه مجنون { وَلَقَدْ رَآهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ } يعني المشرق الذي منه مطالع النجوم والشمس والقمر يعني أن محمدا رأى جبريل في صورته مع الأفق فسد ما بين السماء والأرض { وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ }.

الوحي { بِضَنِينٍ } ببخيل يبخل عليكم به وبعضهم يقرأ بظنين أي بمتهم { وَمَا هُوَ } يعني القرآن { بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } ملعون { فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } تعدلون عنه يقوله للمشركين { إِنْ هُوَ } يعني ما هو أي ما القرآن { إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } يعني من آمن به يذكرون به الآخرة { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } على أمر الله والتذكرة { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ }.