الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } * { أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ } * { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } * { أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } * { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } * { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } * { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } * { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } * { وَهُوَ يَخْشَىٰ } * { فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ } * { كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } * { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } * { فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ } * { مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ } * { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ } * { كِرَامٍ بَرَرَةٍ } * { قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ } * { مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ } * { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } * { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ } * { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } * { ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ }

قوله: { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ * أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ } أي لأن جاءه الأعمى كان النبي صلى الله عليه وسلم مع رجل من المشركين من وجوههم وأشرافهم وهو يدعوه إلى الإسلام ورجا أن يؤمن فيتبعه ناس من قومه فهو يكلمه وقد طمع في ذلك منه إذ جاء ابن أم مكتوم وكان أعمى فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنه فجعل ابن أم مكتوم لا يتقار لما أعرض عنه النبي مخافة أن يكون حدث فيه شيء فأنزل الله: { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ * أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ }.

{ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } يؤمن { أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } قال السدي المعنى لعله يزكى ويذكر والألف صلة { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } عن الله { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } تتعرض { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } ألا يؤمن { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } يسارع في الخير { وَهُوَ يَخْشَىٰ } الله يعني ابن أم مكتوم { فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ } تعرض { كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } أي هذا القرآن تذكرة { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } وقال في آية أخرى:وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } [المدثر: 56].

قال محمد من قرأ فتنفعه بالرفع فعلى العطف على تزكى ومن قرأ فتنفعه بالنصب فعلى جواب لعل وقوله { تَلَهَّىٰ } يقال لهيت عن الشيء ألهى عنه إذا تشاغلت عنه.

{ فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ * مَّرْفُوعَةٍ } عند الله في السماء { مُّطَهَّرَةٍ } من الدنس { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ } كتبة يعني الملائكة { كِرَامٍ بَرَرَةٍ } لا يعصون الله قال محمد واحد السفرة سافر مثل كاتب وكتبة ويقال إنما قيل للكتاب سفر وللكاتب سافر لأن معناه أن يبين الشيء ويوضحه ومنه سفرت المرأة إذا كشفت النقاب عن وجهها وبررة جمع بار.

قوله: { قُتِلَ ٱلإِنسَانُ } أي لعن وهذا للمشرك { مَآ أَكْفَرَهُ } تفسير الكلبي ما أشد كفره { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } نطفة ثم علقة إلى أن نفخ فيه الروح { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ } تفسير بعضهم يعني خروجه من بطن أمه { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } جعل له من يدفنه في القبر { ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } أحياه يعني البعث أي كيف يكفر كقوله:كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَٰتاً... } [البقرة: 28].

قال محمد يقال أقبرت الرجل جعلت له قبرا وقبرته دفنته ويقال أنشر الله الموتى فنشروا فواحدهم: ناشر.