الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوۤاْ أُوْلَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ إِلاَّ عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { وَٱلَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ٱلأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } * { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوۤاْ أُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ مِنكُمْ وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ } إلى المدينة يعني المهاجرين { وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوۤاْ } يعني الأنصار أووا المهاجرين ونصروا الله ورسوله { أُوْلَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } يعني المهاجرين والأنصار.

{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ } يعني في الدين { حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ } قال قتادة نزلت هذه الآية فتوارث المسلمون بالهجرة زمانا وكان لا يرث الأعرابي المسلم من قريبه المهاجر المسلم شيئا ثم نسخ ذلك في سورة الأحزاب فقالوَأُوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ } [الأحزاب: 6] فخلط الله المسلمين بعضهم ببعض وصارت المواريث بالملل.

{ وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ } يعني الأعراب { فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ } لهم لحرمة الإسلام.

{ إِلاَّ عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ } يعني أهل الموادعة والعهد من مشركي العرب قال قتادة نهي المسلمون عن نقض ميثاقهم.

{ وَٱلَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } نزلت حين أمر النبي بقتال المشركين كافة وكان قوم من المشركين بين رسول الله وبين قريش فإذا أرادهم رسول الله قالوا ما تريد منا ونحن عنكم وقد نرى ناركم وكان أهل الجاهلية يعظمون النار لحرمة قرب الجوار لأنهم إذا رأوا نارهم فهم جيرانهم وإذا أرادهم المشركون قالوا ما تريدون منا ونحن على دينكم فأنزل الله { وَٱلَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } أي فألحقوا المشركين بعضهم ببعض حتى يكون حكمكم فيهم واحدا.

{ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ } أي شرك { فِي ٱلأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } لأن الشرك إذا كان في الأرض فهو فساد كبير.

{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ } يعني من بعد فتح مكة وبعد ما انقطعت الهجرة { وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ مِنكُمْ }.

يحيى عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن طاوس " أن صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل قدموا المدينة فقال لهم النبي ما جاء بكم فقالوا سمعنا أنه لا إيمان لمن لم يهاجر فقال إن الهجرة قد انقطعت ولكن جهاد ونية حسنة ثم قال لصفوان بن أمية أقسمت عليك أبا وهب لترجعن إلى أباطيح مكة ".

{ وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ } قال محمد أي في فرض الله ذكره بعض المفسرين.

{ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } سعيد عن قتادة أن أبا بكر الصديق قال إن هذه الآية التي ختم الله بها سورة الأنفال هي فيما جرت الرحم من العصبة.

قال محمد { وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ } واحدهم ذو من غير لفظه.