الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَآ آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ } * { إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { ٱلَّذِينَ عَاهَدْتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ } * { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي ٱلْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } * { وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَائِنِينَ } * { وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوۤاْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ }

{ ٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } يعني إذا جحدوا الرسل أهلكهم الله.

{ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ } يعني الخلق عند الله { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } هؤلاء الذين يموتون على كفرهم { ٱلَّذِينَ عَاهَدْتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ }.

قال الكلبي هؤلاء قوم ممن كان وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا ينقضون العهد فأمر الله فيهم بأمره فقال { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي ٱلْحَرْبِ } أي تظفر بهم.

{ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ } أي فعظ بهم من سواهم { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } يقول لعلهم يؤمنون مخافة أن ينزل بهم ما نزل بالذين نقضوا العهد { وَإِمَّا تَخَافَنَّ } أي تعلمن { مِن قَوْمٍ خِيَانَةً } يعني نقضا للعهد { فَٱنْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ } أي أعلمهم أنك حرب ويكون الكفار كلهم عندك سواء { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَائِنِينَ } لا يعينهم إذا نقضوا العهد.

{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوۤاْ } أي فاتوا ثم ابتدأ وقال { إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ } لا يفوتون الله حتى لا يقدر عليهم.