{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا } الآية لما هزم رسول الله أهل بدر رجعوا إلى مكة فأخذوا ما جاءت به العير من الشام فتجهزوا به لقتال النبي واستنصروا بقبائل من قبائل العرب فأوحى الله إلى نبيه { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ } إلى قوله { لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ } يعني نفقة المؤمنين من نفقة الكافرين { وَيَجْعَلَ ٱلْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ } معهم { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } قال محمد تقول أركم الشيء ركما إذا جعلت بعضه على بعض والركام الاسم. { قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ } لقتال محمد { فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ } بالقتل والاستئصال في قريش يوم بدر وفي غيرهم من الأولين { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ } شرك وهذه في مشركي العرب خاصة { وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله } يعني الإسلام. { فَإِنِ انْتَهَوْاْ } عن كفرهم { فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }. { وَإِن تَوَلَّوْاْ } يعني أبوا إلا القتال { فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ }.