الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلأَقْدَامَ } * { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } * { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ }

{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ } إلى قوله { سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ } تفسير الكلبي قال بلغنا أن المشركين سبقوا رسول الله إلى ماء بدر فقدم رسول الله فنزل حيالهم بينه وبينهم الوادي ونزل على غير ماء فقذف الشيطان في قلوب المؤمنين أمرا عظيما فقال زعمتم أنكم عباد الله وعلى دين الله وقد غلبكم المشركون على الماء وأنتم تصلون محدثين مجنبين فأحب الله أن يذهب من قلوبهم رجز الشيطان فغشى المؤمنين نعاسا أمنة منه وأنزل من السماء ماء ليطهرهم به من الأحداث والجنابة ويذهب عنهم رجز الشيطان ما كان قذفه في قلوبهم وليربط على قلوبهم ويثبت به الأقدام وكان بطن الوادي فيه رملة تغيب فيها الأقدام فلما مطر الوادي اشتدت الرملة فمشي عليها الرجال واتخذ رسول الله حياضا على الوادي فشرب المسلمون منها واستقوا ثم صفوا وأوحى ربك إلى الملائكة { أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ }.

{ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ } قال الحسن يعني فاضربوا الأعناق { وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } يعني كل عضو { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } قال قتادة الشقاق الفراق { ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ } يعني القتل { وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ } بعد القتل { عَذَابَ ٱلنَّارِ } في الآخرة.