الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } * { رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } * { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } * { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } * { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا } * { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا } * { مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } * { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } * { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ } * { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ } * { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } * { وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } * { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } * { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } * { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَٰهَا } * { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَٰهَا } * { إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَٰهَآ } * { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَٰهَا } * { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَٰهَا }

{ ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } بغير عمد { رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } بينكم وبينها مسيرة خمسمائة عام قال { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا } أظلم ليلها { وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } شمسها ونورها قال { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } بسطها بعد خلق السماء.

قال محمد من قرأ { وَٱلأَرْضَ } بالنصب { بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } فالمعنى ودحا الأرض بعد ذلك وكذلك قوله بعد هذا { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا } تفسير نصب الجبال كتفسير نصب الأرض.

قال يحيى وكان بدء خلق الأرض فيما بلغنا أنها كانت طينة في موضع بيت المقدس ثم خلق السموات ثم دحا الأرض فقال لها اذهبي أنت كذا واذهبي أنت كذا ومن مكة بسطت الأرض ثم جعل فيها جبالها وأنهارها وأشجارها قال { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا } أثبتها جعلها أوتادا للأرض لئلا تتحرك بمن عليها { مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } تستمتعون به إلى الموت قال محمد: متاعا منصوب على معنى أخرج منها ماءها ومرعاها للإمتاع لكم.

{ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } النفخة الآخرة { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ } أي يحاسب الناس بأعمالهم { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } كفر { وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } لم يؤمن بالآخرة { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ }.

{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } أي موقفه بين يدي الله { وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } يعني عن هواها { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } أي هي منزله { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَٰهَا } مجيئها { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَٰهَا } تفسير الكلبي فيم أنت من أن تسأل عنها ولم أخبرك بها متى تجيء.

{ إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَٰهَآ } منتهى علم مجيئها { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَٰهَا } إنما يقبل نذارتك من يخشى الساعة { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَٰهَا } أي أو ضحوة تضحى الدنيا.