الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } * { حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً } * { وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً } * { وَكَأْساً دِهَاقاً } * { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً } * { جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً } * { رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلرَّحْمَـٰنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً } * { يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً } * { ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآباً } * { إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً }

{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } نجاة مما أعد للكافرين { حَدَآئِقَ } جنات { وَأَعْنَاباً } أي فيها أعناب { وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً } على سن واحدة بنات ثلاث وثلاثين سنة { وَكَأْساً دِهَاقاً } أي ممتلئة { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً } اللغو الباطل { وَلاَ كِذَّاباً } تفسير الحسن يقول لا يكذب بعضهم بعضا قال محمد من قرأ كذابا مثقلة فمن قولهم كذاب كذب بمعنى واحد.

{ جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً } تفسير مجاهد يعني على قدر أعمالهم وذلك أنهم يعطون المنازل على قدر أعمالهم ثم يرزقون فيها بغير حساب قال محمد جزاء منصوب بمعنى جزاهم جزاءا.

{ رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } رب بالرفع كلام مستقبل في قراءة من قرأها بالرفع { وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلرَّحْمَـٰنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً } تفسير الحسن لا يستطيعون مخاطبته كقوله:يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } [هود: 105] قوله { يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ } تفسير الحسن يقوم روح كل شيء في جسده { وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ } لا يشفعون { إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً } في الدنيا لا إله إلا الله.

{ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآباً } مرجعا بعمل صالح وقال في آية أخرىوَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } [الإنسان: 30].

قوله: { إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً } يحيى عن المبارك عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما مثلي ومثل الساعة كهاتين فما فضل إحداهما على الأخرى وجمع بين أصبعيه الوسطى والذي يقول الناس السبابة ".

{ يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ... } الآية.

يحيى عن الصلت بن دينار عن علقمة بن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول من يدعى يوم القيامة إلى الحساب البهائم فتجعل القرناء جماء والجماء قرناء فيقتص لبعضها من بعض؛ حتى تقتص الجماء من القرناء ثم يقال لها كوني ترابا فعند ذلك يقول الكافر: { يٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً } ".