الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلاَّ مَلَٰئِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِيمَٰناً وَلاَ يَرْتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَٱلْكَٰفِرُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ } * { كَلاَّ وَٱلْقَمَرِ } * { وَٱللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } * { وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ } * { إِنَّهَا لإِحْدَى ٱلْكُبَرِ } * { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } * { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } * { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } * { إِلاَّ أَصْحَابَ ٱلْيَمِينِ } * { فِي جَنَّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ } * { عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } * { قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ } * { وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ } * { وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلُخَآئِضِينَ } * { وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } * { حَتَّىٰ أَتَانَا ٱلْيَقِينُ } * { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ ٱلشَّافِعِينَ }

{ وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلاَّ مَلَٰئِكَةً } أي فمن يطيقهم { وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً } بلية { لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ } لأنهم في كتبهم تسعة عشر { وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِيمَٰناً } تصديقا { وَلاَ يَرْتَابَ } يشك { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ } فيما أنزل الله من عددهم { وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } شك { وَٱلْكَٰفِرُونَ } الجاحدون { مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلاً } أي ذكرا وذلك منهم استهزاء وتكذيب قال الله { كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ }.

يحيى: عن صاحب له عن أبان بن أبي عياش عن الحسن أن سائلا سأل رسول الله عن خلق الملائكة من أي شيء خلقت فقال من نور الحجب السبعين التي تلي الرب كل حجاب منها مسيرة خمسمائة عام فليس ملك إلا وهو يدخل في نهر الحياة فيغتسل فيكون من كل قطرة من ذلك الماء ملك فلا يحصي أحد ما يكون في يوم واحد فهو قوله { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ }. { وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ } رجع إلى قولهسَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } [المدثر: 26-27] { كَلاَّ وَٱلْقَمَرِ * وَٱللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } إذ ولى وبعضهم يقرأ { إِذْ أَدْبَرَ } إذا ولى.

قال محمد: يقال دبر الليل وأدبر كقولك قبل الليل وأقبل ويقال دبرني فلان وخلفني يعني إذا جاء بعدي.

{ وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ } إذا { إِنَّهَا لإِحْدَى ٱلْكُبَرِ } لإحدى العظائم يعنى.

قال محمد الكبر جمع كبرى مثل أولى وأول وصغرى وصغر ولجهنم ل سبعة أبواب جهنم ولظى والحطمة وسقر والجحيم والسعير والهاوية.

قوله: { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } يعني محمد صلى الله عليه وسلم رجع إلى أول السورة يا أيها المدثر قم نذيرا للبشر فأنذر قال لمن شاء منكم أن يتقدم في الخير أو يتأخر في الشر كقوله:فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } [الكهف: 29] وهذا وعيد { كُلُّ نَفْسٍ } يعني من أهل النار { بِمَا كَسَبَتْ } بما عملت { رَهِينَةٌ } في النار { إِلاَّ أَصْحَابَ ٱلْيَمِينِ } وهم أصحاب الجنة كلهم في هذا الموضع { فِي جَنَّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ } أي: يسائلون المجرمين { مَا سَلَكَكُمْ } ما أدخلكم { فِي سَقَرَ } فأجابهم المشركون قالوا { لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ } إلى قوله { حَتَّىٰ أَتَانَا ٱلْيَقِينُ } قال الله { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ ٱلشَّافِعِينَ } أي لا يشفع لهم الشافعون يحيى عن أبي أمية عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة شفع النبي لأمته والشهيد لأهل بيته والمؤمن لأهل بيته وتبقى شفاعة الرحمن يخرج الله أقواما من النار قد احترقوا وصاروا فحما فيؤمر بهم إلى نهر في الجنة يقال له الحياة فينبتون كما ينبت الغثاء في بطن المسيل ثم يقومون فيدخلون الجنة فهم آخر أهل الجنة دخولا وأدناهم منزلة ".