الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ } * { قُمِ ٱلَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { نِّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً } * { أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } * { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً } * { إِنَّ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً } * { إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبْحَاً طَوِيلاً } * { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } * { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } * { وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } * { وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً } * { إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً وَجَحِيماً } * { وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً }

قوله { يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم والمزمل هو المتزمل بثيابه قال محمد يقال تزمل فلان إذا تلفف بثيابه وكل شيء لفف فقد زمل وجاء عن ابن عباس أنه قال يقول للنبي يا أيها المزمل بثيابه يعني يلبسها للصلاة.

{ قُمِ ٱلَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ } قال محمد نصفه أي قم نصفه { وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } أي ترسل فيه ترسلا إنا { سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً } تفسير قتادة يعني فرائضه وحدوده والعمل به { إِنَّ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ } قيام الليل قال ابن عباس وهي بلسان الحبش فإذا قام الرجل قالوا قد نشأ فلان قال قتادة وما كان بعد العشاء فهو من ناشئة الليل { هِيَ أَشَدُّ وَطْأً } وهي تقرأ وطأ مفتوحة الواو مقصورة ووطاء مكسورة الواو ممدودة فمن قرأها وطئا بفتح الواو فتفسيرها عند قتادة أثبت في الخير ومن قرأها بكسر الواو والمد فتفسيرها عند ابن عباس أشد مواطأة للقلب لفراغه لأن الأصوات تهدأ في الليل قال محمد وطاء مصدر واطأت وأراد مواطأة القلب والسمع على الفهم للقرآن والأحكام لتأويله وإليه ذهب يحيى.

وقوله { وَأَقْوَمُ قِيلاً } أي أصدق في التلاوة وأجدر ألا يلبس عليك الشيطان تلاوتك { إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبْحَاً } أي فراغا { طَوِيلاً } لحوائجك { وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } أخلص له إخلاصا { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } مشرق الشمس ومغربها { فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } واصبر على ما يقولون ما يقول لك المشركون وهي منسوخة نسختها القتال.

{ وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعْمَةِ } في الدنيا فسأعذبهم يوم القيامة وهذا وعيد يقال إنها نزلت في بني المغيرة وكانوا ناعمين ذوي غنى قال محمد النعمة التنعم والنعمة اليد الجميلة والصنع من الله للإنسان.

{ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً } أي أن بقاءهم في الدنيا قليل ثم يصيرون إلى النار { إِنَّ لَدَيْنَآ } عندنا { أَنكَالاً } وهي القيود قال محمد واحدها نكل { وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ } تغص به الحلوق.