الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً } * { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً } * { وَأَنَّا لاَ نَدْرِيۤ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً } * { وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً } * { وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً } * { وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً }

{ وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً } هذا قول الجن من كان يفعل ذلك منهم { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا } من السماء { مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً } أي حفظة تمنع من الاستماع قال محمد الشهاب الرصد أي قد أرصد به للرجم و شهبا جمع شهاب قال يحيى وكانوا يستمعون أخبارا من أخبار السماء وأما الوحي فلم يكونوا يقدرون على أن يستمعوه يحيى عن عبيد الصمد قال سمعت أبا رجاء العطاردي يقول كنا قبل أن يبعث النبي ما نرى نجما يرمى به فبينما نحن ذات ليلة إذا النجوم قد رمي بها فقلنا ما هذا إن هذا الإ أمر حدث فجاءنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث { وَأَنَّا لاَ نَدْرِيۤ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً } تفسير الحسن أنهم قالوا هذا أمر حدث حين رمي بالنجوم فلا ندري أشر أراد الله بأهل الأرض أن يهلكهم أم أراد بهم ربهم رشدا أم أحدث لهم منه نعمة وكرامة { وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّالِحُونَ } المؤمنون { وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ } يعنون المشركين { كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً } وفي الجن مؤمنون ويهود ونصارى ومجوس وعبدة الأوثان.

قال محمد طرائق أي كنا فرقا والقدد جمع قدة وهي بمنزلة قطعة وقطع قوله { وَأَنَّا ظَنَنَّآ } علمنا { أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ } أن نسبق الله حتى لا يقدر علينا فيبعثنا يوم القيامة { وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰ } القرآن آمنا به صدقنا به { فَلاَ يَخَافُ بَخْساً } يعني أن ينقص من عمله { وَلاَ رَهَقاً } ظلما أن يزاد عليه ما لم يعمل قال محمد أصل الرهق في اللغة العيب والظلم يقال رهق وترهق في دينه إذا ظلم.