الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { أَنِ ٱعبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ } * { يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً } * { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِيۤ إِلاَّ فِرَاراً } * { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَاراً } * { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً } * { ثُمَّ إِنِّيۤ أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً } * { فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً } * { يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً } * { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً }

قوله: { إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ } إلى قوله: { عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي موجع { يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ } أي يغفر لكم ذنوبكم كلها و من صلة { وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى مدتكم فيكون موتكم بغير عذاب { إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ } يعني القيامة في تفسير الحسن { لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } لعلمتم أن القيامة جائية { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ } أي كلما دعوتهم أن يتوبوا من الشرك ويؤمنوا فتغفر لهم أبوا { جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ } يتولون ويكرهون ذلك { وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ } غطوا رءوسهم لكي لا يسمعوا دعائي إياهم إلى الإيمان { وَأَصَرُّواْ } أقاموا على الكفر { وَٱسْتَكْبَرُواْ } عن عبادة الله { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً } مجاهرة { ثُمَّ إِنِّيۤ أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً } أي خلطت دعاءهم في العلانية بدعاء السر يرسل السماء عليكم مدرارا أي تدر عليكم بالمطر { وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً }.

قال محمد { جَنَّاتٍ } بساتين وقيل إنهم كانوا قدأجدبوا فأعلمهم أن إيمانهم بالله يجمع لهم مع الحظ الوافر في الآخرة الخصب والغنى في الدنيا.