قوله تعالى { سَأَلَ سَآئِلٌ } العامة يهمزونها من باب السؤال قال الحسن إن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لمن هذا العذاب الذي تذكر أنه يكون في الآخرة فقال الله { سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ } أي عن عذاب { وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ } وكان بعضهم يقرؤها سال سيل بغير همز من باب السيل وقال هو واد من نار يسيل { بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } للكافرين { لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ } يدفعه { مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلْمَعَارِجِ } ذي المراقي إلى السماء { تَعْرُجُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ } يعني يوم القيامة { كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } يقول هذا كان مقداره لو ولي غير الله حساب الخلائق والله تعالى يفرغ منهم في مقدار نصف يوم من أيام الدنيا وهو قوله وهو أسرع الحاسبين { فَٱصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً } ليس فيه جزع على تكذيب المشركين لك { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً } يعني يوم القيامة يقولون ليس بكائن { وَنَرَاهُ قَرِيباً } جائيا وكل ما هو آت قريب { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ } أي ذلك يوم تكون السماء { كَٱلْمُهْلِ } كعكر الزيت في تفسير زيد بن أسلم { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } كالصوف الأحمر وهو أضعف الصوف وهي في حرف ابن مسعود كالصوف الأحمر المنفوش { وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } تفسير الحسن لا يسأل قريب قريبه أن يحمل عنه من ذنوبه شيئا كما كان يحمل بعضهم في الدنيا عن بعض قال محمد الحميم القريب والحميم أيضا الماء الشديد الحر.