{ فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُواْ قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ } يعني منطلقين يأخذون يمينا وشمالا يقولون ما يقول هذا الرجل { عِزِينَ } أي متفرقين في تفسير الحسن عن النبي يكذبون بما جاء به. قال محمد (مهطعين) منصوب على الحال و عزين جمع عزة والعزة الجماعة. { أَيَطْمَعُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ } لقول أحدهم{ وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ } [فصلت: 50] للجنة إن كانت جنة كما يقولون قال الله { كَلاَّ } ليسوا من أهل الجنة ثم قال { إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ } يعني من النطف { فَلآ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَٰرِقِ وَٱلْمَغَٰرِبِ } قال قتادة للشمس ثلاثمائة وستون مشرقا وثلاثمائة وستون مغربا { إِنَّا لَقَٰدِرُونَ * عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ } أي على أن نهلكهم بالعذاب ونبدل خيرا منهم آدميين أطوع لله منهم { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } بمغلوبين على ذلك أن أردناه { فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ } في كفرهم { وَيَلْعَبُواْ } فقد قامت عليهم الحجة { حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ } يعني يوم القيامة ثم أمر بقتالهم { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ } القبور { سِرَاعاً } إلى صاحب الصور { كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ } أي إلى علم منصوب في قراءة من قرأها بنصب النون وإسكان الصاد { يُوفِضُونَ } يسرعون { خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ } أي ذليلة { تَرْهَقُهُمْ } تغشاهم { ذِلَّةٌ ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ }.