الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَنَادَىۤ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } * { ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ كَافِرُونَ } * { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } * { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ }

{ وَنَادَىۤ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ } وهم مشرفون عليهم لأن الجنة في السماء والنار في الأرض { فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ.... } الآية أي نادى مناد { ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } إذ كانوا في الدنيا { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } يبغون سبيل الله عوجا وبينهما بين الجنة والنار { وَبَيْنَهُمَا } وهو الأعراف { وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ } تفسير قتادة يعرفون أهل الجنة ببياض وجوههم وأهل النار بسواد وجوههم.

{ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } قال الله { لَمْ يَدْخُلُوهَا } يعني أصحاب الأعراف { وَهُمْ يَطْمَعُونَ } في دخولها وهذا طمع يقين.

قال قتادة ذكر لنا أن ابن عباس قال أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم تفضل حسناتهم على سيئاتهم ولا سيئاتهم على حسناتهم فحبسوا هنالك.

يحيى عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن المنكدر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أصحاب الأعراف هم قوم غزوا بغير إذن آبائهم فاستشهدوا فحبسوا عن الجنة لمعصيتهم آباءهم وعن النار بشهادتهم ".

يحيى عن أبي أمية عن المتلمس السدوسي عن إسحاق بن عبد الله ابن الحارث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أحدا جبل يحبنا ونحبه وإنه يوم القيامة يمثل بين الجنة والنار يحبس عليه أقوام يعرفون كلا بسيماهم هم إن شاء الله من أهل الجنة ".

قال محمد وكل مرتفع عند العرب أعراف.