الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ويَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } * { فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ ٱلْخَالِدِينَ } * { وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّاصِحِينَ } * { فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌ مُّبِينٌ } * { قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } * { قَالَ ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } * { قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ }

{ ويَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ... } الآية قال ابن عباس الشجرة السنبلة وقال قتادة هي التين.

وقوله { فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } أي لأنفسكما يخطيئتكما { فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا } وكانا كسيا الظفر.

{ وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا } لئلا تكونا { مَلَكَيْنِ } من الملائكة { أَوْ تَكُونَا مِنَ ٱلْخَالِدِينَ } الذين لا يموتون { وَقَاسَمَهُمَآ } بالله.

قال قتادة حلف لهما بالله وقال لهما خلقت قبلكما وأنا أعلم منكما فاتبعاني أرشدكما.

{ فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } قال محمد قوله { فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ } المعني دلاهما في المعصية بأن غرهما والسوءة كناية عن الفرج { وَطَفِقَا } أي جعلا { يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ } قال مجاهد يعني يرقعانه ل كهيئة الثوب { وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَآ } الآية.

يحيى عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان آدم رجلا طوالا كأنه نخلة سحوق كثير شعر الرأس فلما وقع بما وقع به بدت له عورته وكان لا يراها قبل ذلك فانطلق هاربا في الجنة فأخذت شجرة من شجر الجنة برأسه فقال لها أرسليني فقالت لست بمرسلتك فناداه ربه يا آدم أمني تفر قال يا رب إني أستحييك ".

{ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ } تكونون فيها { وَمَتَاعٌ } يعني متاع الدنيا تستمتعون به { إِلَىٰ حِينٍ } إلى الموت.

{ قَالَ فِيهَا } يعني الأرض { تَحْيَوْنَ } أي تولدون { وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ } يوم القيامة.