{ وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } أي يحكمون. قال قتادة ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " هذه لكم وقد أعطى الله القوم بين أيديكم مثلها " يعني قوله{ وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } [الأعراف: 159]. { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } إلى قوله { مَتِينٌ } هو كقوله{ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوۤاْ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً } الآية [الأنعام: 44]. ومعنى { وَأُمْلِي لَهُمْ } أطيل لهم ومعنى { كَيْدِي مَتِينٌ } عذابي شديد. { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِمْ مِّن جِنَّةٍ } وهذا جواب من الله للمشركين لقولهم للنبي إنه مجنون يقول لو تفكروا لعلموا أنه ليس بمجنون. { إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ } ينذر من عذاب الله { مُّبِينٌ } يبين عن الله. { أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } يعني ملك السموات والأرض ما أراهم الله من آياته فيهما { وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ } وإلى ما خلق من شيء مما يرونه فيتفكروا فيعلموا أن الذي خلق السموات والأرض وما بينهما قادر على أن يحيي الموتى { وَأَنْ عَسَىۤ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ } فيبادروا التوبة قبل الموت { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ } بعد القرآن { يُؤْمِنُونَ } يصدقون.