الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } * { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِمْ مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىۤ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } * { مَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }

{ وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } أي يحكمون.

قال قتادة ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " هذه لكم وقد أعطى الله القوم بين أيديكم مثلها " يعني قولهوَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } [الأعراف: 159].

{ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } إلى قوله { مَتِينٌ } هو كقولهحَتَّىٰ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوۤاْ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً } الآية [الأنعام: 44].

ومعنى { وَأُمْلِي لَهُمْ } أطيل لهم ومعنى { كَيْدِي مَتِينٌ } عذابي شديد.

{ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِمْ مِّن جِنَّةٍ } وهذا جواب من الله للمشركين لقولهم للنبي إنه مجنون يقول لو تفكروا لعلموا أنه ليس بمجنون.

{ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ } ينذر من عذاب الله { مُّبِينٌ } يبين عن الله.

{ أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } يعني ملك السموات والأرض ما أراهم الله من آياته فيهما { وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ } وإلى ما خلق من شيء مما يرونه فيتفكروا فيعلموا أن الذي خلق السموات والأرض وما بينهما قادر على أن يحيي الموتى { وَأَنْ عَسَىۤ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ } فيبادروا التوبة قبل الموت { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ } بعد القرآن { يُؤْمِنُونَ } يصدقون.