الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَىٰ لأَخِيهِ هَارُونَ ٱخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ ٱلْمُفْسِدِينَ } * { وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَىٰ صَعِقاً فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

{ وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ } وهي ذو القعدة وعشر ذي الحجة.

قال الكلبي إن موسى لما قطع البحر ببني إسرائيل وغرق الله آل فرعون قالت بنو إسرائيل لموسى يا موسى ائتنا بكتاب من ربنا كما وعدتنا وزعمت أنك تأتينا به إلى شهر فاختار موسى من قومه سبعين رجلا لينطلقوا معه فلما تجهزوا قال الله يا موسى أخبر قومك أنك لن تأتيهم أربعين ليلة وذلك حين تمت بعشر فلما خرج موسى بالسبعين أمرهم أن ينتظروه في أسفل الجبل وصعد موسى الجبل فكلمه الله أربعين يوما وأربعين ليلة وكتب له فيها الألواح ثم إن بني إسرائيل عدوا عشرين يوما وعشرين ليلة فقالوا قد أخلفنا موسى الوعد وجعل لهم السامري العجل فعبدوه.

{ وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا.... } الآية قال الحسن لما كلمه ربه دخل قلب موسى من السرور من كلام الله ما لم يصل إلى قلبه مثله قط فدعت موسى نفسه إلى أن يسأل ربه أن يريه نفسه ولو كان فيما عهد إليه قبل ذلك أنه لا يرى لم يسأل ربه بما يعلم أنه لا يعطيه إياه.

{ قَالَ رَبِّ أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ } فقال الله { لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً } قال قتادة تفتت الجبل بعضه على بعض.

قال محمد وقيل جعله دكا أي ألصقه بالأرض يقال ناقة دكاء إذا لم يكن لها سنام وقيل في قوله { تَجَلَّىٰ } أي ظهر أو ظهر من أمره ما شاء { وَخَرَّ موسَىٰ صَعِقاً } أي سقط ميتا.

قال محمد وقيل صعقا مغشيا عليه { فَلَمَّآ أَفَاقَ } يعني رد الله إليه حياته.

{ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ } أي من قولي أنظر إليك { وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } يعني المصدقين بأنك لا ترى في الدنيا.