الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } * { فَإِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـٰذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَلاۤ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } * { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلْجَرَادَ وَٱلْقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } * { وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ ٱلرِّجْزُ قَالُواْ يٰمُوسَىٰ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا ٱلرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ } * { فَلَماَّ كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ } * { فَٱنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } * { وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ ٱلأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ٱلْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ }

{ وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ } فأجدبت أرضهم وهلكت مواشيهم ونقصت ثمارهم فقالوا هذا مما سحرنا به هذا الرجل.

{ فَإِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ } العافية والرخاء { قَالُواْ لَنَا هَـٰذِهِ } أي لنا جاءت ونحن أحق بها { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } أي شدة { يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ } قالوا إنما أصابنا هذا من شؤم موسى ومن معه قال الله { أَلاۤ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ ٱللَّهِ } يعني عملهم هو محفوظ عليهم حتى يجازيهم به.

قال محمد المعنى ألا إنما الشؤم الذي يلحقهم هو الذي وعدوا به في الآخرة لا ما ينالهم به في الدنيا وهو معنى قول يحيى.

{ وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ } أي ما تأتنا به مهما و ما بمعنى واحد { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلطُّوفَانَ.... } الآية.

تفسير قتادة الطوفان الماء أرسله الله عليهم حتى قاموا فيه قياما فدعوا موسى فدعا ربه فكشف عنهم ثم عادوا لشر ما بحضرتهم فأرسل الله عليهم الجراد فأكل عامة حروثهم وثمارهم فدعوا موسى فدعا ربه فكشف عنهم ثم عادوا لشر ما بحضرتهم فأرسل الله عليهم القمل وهو الدبي فأكل ما أبقى الجراد من حروثهم ولحسته فدعوا موسى فدعا ربه فكشف عنهم ثم عادوا لشر ما بحضرتهم فأرسل الله عليهم الضفادع حتى ملأ بها فرشهم وأفنيتهم فدعوا موسى فدعا ربه فكشف عنهم ثم عادوا لشر ما بحضرتهم فأرسل الله عليهم الدم فجعلوا لا يغترفون من مائهم إلا دما أحمر حتى لقد ذكر لنا أن فرعون جمع رجلين أحدهما إسرائيلي والآخر قبطي على إناء واحد فكان الذي يلي الإسرائيلي ماء والذي يلي القبطي دما فدعوا موسى فدعا ربه فكشف عنهم.

{ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ } كان العذاب يأتيهم فيكونون ثمانية أيام بلياليهن بين كل عذابين شهر { وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ ٱلرِّجْزُ } يعني العذاب { إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ } إلى يوم غرقهم الله في اليم { إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ }.

{ وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ } يعني أبناء بني إسرائيل { مَشَارِقَ ٱلأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } وهي أرض الشام في تفسير الحسن.

{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ٱلْحُسْنَىٰ } يعني ظهور قوم موسى على فرعون في تفسير مجاهد { وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ } يبنون.