الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ } * { قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } * { قَالَ فَٱهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّاغِرِينَ } * { قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } * { قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ } * { قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } * { ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } * { قَالَ ٱخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ }

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ } قال مجاهد يعني صورناكم في ظهر آدم.

{ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ } قال الحسن إن إبليس لم يكن من الملائكة وإنه خلق من نار السموم وإن الملائكة خلقوا من النور وإن الله أمر الملائكة بالسجود لآدم وأمر إبليس أيضا بالسجود له فجمع المأمورين جميعا.

{ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ..... } الآية قال محمد ألا تسجد معناه أن تسجد و لا مؤكدة.

{ قَالَ أَنظِرْنِي } أخرني { إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ } فيها إضمار أي إلى يوم الوقت المعلوم { قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي } أضللتني { لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } أي فأصدهم عنه { ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } يعني من قبل الآخرة فأخبرهم أنه لا بعث بعد الموت ولا جنة ولا نار { وَمِنْ خَلْفِهِمْ } يعني من قبل الدنيا فأزينها في أعينهم وأخبرهم أنه لا حساب عليهم في الآخرة فيما صنعوا { وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ } أي من قبل الخير فأثبطهم عنه { وَعَن شَمَآئِلِهِمْ } من قبل المعاصي فآمرهم بها { وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } وكان ذلك ظنا منه فكان الأمر على ما ظن { قَالَ ٱخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَّدْحُوراً } يعني مذموما مبعدا.

قال محمد تقول ذأمت الرجل إذا بالغت في عيبه وذمه.