الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَجَآءَ ٱلسَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْوۤاْ إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَالِبِينَ } * { قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } * { قَالُواْ يٰمُوسَىٰ إِمَّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ نَحْنُ ٱلْمُلْقِينَ } * { قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّآ أَلْقَوْاْ سَحَرُوۤاْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَآءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } * { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } * { فَوَقَعَ ٱلْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَٱنقَلَبُواْ صَاغِرِينَ } * { وَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ } * { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي ٱلْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَآ أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } * { لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } * { وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتْنَا رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ }

{ قَالْوۤاْ إِنَّ لَنَا لأَجْراً } يعنون العطية { قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } يعني في المنزلة { وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ } أي أخافوهم.

{ وَجَآءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } فخيل إلى موسى أن حبالهم وعصيهم حيات فألقى موسى عصاه فإذا هي أعظم من حياتهم ثم رقوا فازدادت حبالهم وعصيهم عظما في أعين الناس وجعلت عصا موسى تعظم وهم يرقون حتى أنفدوا سحرهم فلم يبق منه شيء وعظمت عصا موسى حتى سدت الأفق ثم فتحت فاها فابتلعت ما ألقوا ثم أخذ موسى عصاه بيده فإذا حبالهم وعصيهم قد ذهبت وذلك قولهفَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } [الشعراء: 45] أي ما يكذبون { فَوَقَعَ ٱلْحَقُّ } فظهر.

قال الكلبي وقال السحرة بعضهم لبعض لو كان هذا سحرا لبقيت حبالنا وعصينا { وَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ } أي خروا فبهت فرعون وخلى سبيل موسى ولم يعرض له { إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي ٱلْمَدِينَةِ } قلتم يا موسى اذهب فاصنع شيئا فإذا صنعت ذلك دعانا فرعون فصدقنا مقالتك.

{ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَآ أَهْلَهَا } أي لتخرجوني وقومي بسحركم وسحر موسى { لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ } اليد اليمنى والرجل اليسرى.