الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ } * { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ } * { فَٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ } * { وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }

{ فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } أي الذي يحكم عليك وكان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم { وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ } يعني يونس { إِذْ نَادَىٰ } يعني في بطن الحوت { وَهُوَ مَكْظُومٌ } مكروب وقد مضى تفسير قصة يونس { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ } فتاب { لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ } بالأرض { وَهُوَ مَذْمُومٌ } يعني حين أخرج من بطن الحوت في تفسير بعضهم.

قال محمد العراء الأرض التي لا تواري من فيها بجبل ولا شجر { فَٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ } فاصطفاه فأنقذه مما كان فيه { فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } { وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ } لينفذونك { بِأَبْصَارِهِمْ } لشدة نظرهم عداوة وبغضا { لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ }.

قال محمد يزلقونك في اللغة معناه يصرعونك ومنه قول الشاعر:
يتقارضون إذا التقوا في مجلس   نظرا يزيل مواطئ الأقدام
وقراءة نافع ليزلقونك من زلقت بفتح الياء.

قوله: { وَيَقُولُونَ إِنَّهُ } يعنون محمدا { لَمَجْنُونٌ } { وَمَا هُوَ } يعني القرآن { إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } يذكرون به الآخرة والجنة والنار.