الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ لِّلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } * { أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ كَٱلْمُجْرِمِينَ } * { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } * { أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ } * { إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ } * { أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ } * { سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ } * { أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ } * { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } * { خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمْ سَٰلِمُونَ } * { فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } * { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } * { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ }

{ أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ كَٱلْمُجْرِمِينَ } كالمشركين أي لا نفعل ثم قال للمشركين { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } أي ليس حكمنا أن نجعل المسلمين في الآخرة كالمشركين { أَمْ لَكُمْ } يقوله للمشركين { كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ } تقرءون { إِنَّ لَكُمْ فِيهِ } في ذلك الكتاب { لَمَا تَخَيَّرُونَ } أي ما تخيرون واللام صلة أي ليس عندكم كتاب تقرءون فيه إن لكم لما تخيرون { أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ } أي ما تحكمون يقول أم حلفنا لكم بأن لكم ما تحكمون به أي لم نفعل { سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ } حميل يحمل عنا لهم بأن لهم ما يحكمون يوم القيامة لأنفسهم هذا لقول أحدهموَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ } [فصلت: 50] للجنة إن كانت جنة { أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ } خلقوا مع الله شيئا أي قد أشركوا بالله آلهة لم يخلقوا معه شيئا { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } قال قبل هذا أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة يعني ببالغة يوم القيامة.

{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } قال مجاهد كل كرب أو شدة فهو ساق ومنه قولهوَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ } [القيامة: 29] أي كرب الدنيا بكرب الآخرة { وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ * خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ } أي ذليلة ل ويبقى المنافقون ظهورهم طبقا واحدا كأن فيها السفافيد فيقولون ربنا فيقول كذبتم قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون وذلك أن سجودهم في الدنيا لم يكن لله إنما كان رياء حتى لا يقتلوا ولا تسبى ذراريهم { فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ } يعني القرآن وهذا وعيد لمن كذب بالقرآن { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ } يعني المكذبين { مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } أي نأخذهم قليلا قليلا ولا نباغتهم { وَأُمْلِي لَهُمْ } أي أطيل لهم وأمهلهم حتى يبلغ الوقت الذي يعذبهم فيه { إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } شديد وكيده أخذه إياهم بالعذاب { أَمْ تَسْأَلُهُمْ } يقول للنبي أم تسأل المشركين على القرآن { أَجْراً فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } أي قد أثقلهم الغرم أي أنك لم تسألهم أجرا { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ } علم الغيب { فَهُمْ يَكْتُبُونَ } لأنفسهم الجنة إن كانت جنة لقول أحدهموَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ } [فصلت: 50] للجنة إن كانت جنة.