الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } * { وَلاَ يَسْتَثْنُونَ } * { فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ } * { فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ } * { فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ } * { أَنِ ٱغْدُواْ عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ } * { فَٱنطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ } * { أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ } * { وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ } * { فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوۤاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ } * { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } * { قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ } * { قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } * { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ } * { قَالُواْ يٰوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ } * { عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ } * { كَذَلِكَ ٱلْعَذَابُ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }

{ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ } يعني أهل مكة ابتلوا بالجوع حين كذبوا النبي { كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ } تفسير الكلبي أنهم كانوا أبناء قوم صالحين وأن آباءهم كانوا جعلوا من جنتهم حظا للمساكين وأبناء السبيل فخلف من بعدهم أبناؤهم فقالوا كبرنا وكثر عيالنا فليس للمساكين عندنا شيء فتقاسموا { لَيَصْرِمُنَّهَا } ليجذنها { مُصْبِحِينَ } أي صبحا { وَلاَ يَسْتَثْنُونَ } أي ولم يقولوا إن شاء الله { فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ } عذاب { مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ } الصريم بمعنى المصروم وهو الهالك الذاهب.

{ فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ } حين أصبحوا { وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ } يتسارون بينهم { أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ } أي ألا تطعموا اليوم مسكينا { وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ } على جد من أمرهم قادرين على جنتهم في أنفسهم قال محمد والحرد أيضا في اللغة المنع يقال منه حاردت السنة إذا لم يكن فيها مطر وحاردت الناقة إذا لم يكن فيها لبن.

{ فَلَمَّا رَأَوْهَا } [خرابا] سوداء وعهدهم بها بالأمس عامرة { قَالُوۤاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ } أي ضللنا الطريق ظنوا أنها ليست جنتهم ثم أيقنوا أنها جنتهم فقالوا { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } حرمنا خير جنتنا { قَالَ أَوْسَطُهُمْ } أعدلهم { أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ } هلا { تُسَبِّحُونَ } تستثنون { كَذَلِكَ ٱلْعَذَابُ } أي هكذا كان العذاب كما قصصته عليكم يعني ما عذبهم به من إهلاك جنتهم { وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ } من عذاب الدنيا { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } يعني قريشا رجع إلى قوله إنا بلوناهم يعني قريشا { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } لعلموا أن عذاب الآخرة أكبر من عذاب الدنيا.