{ قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِنْدَ ٱللَّهِ } يعني علم الساعة لا يعلم قيامها إلا هو { وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ } أنذركم عذاب الله { مُّبِينٌ } أبين لكم عن الله { فَلَمَّا رَأَوْهُ } يعني العذاب { زُلْفَةً } قريبا { سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ساء العذاب وجوههم { وَقِيلَ } لهم عند ذلك { هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } لقولهم{ ٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ } [العنكبوت: 29] استهزاء وتكذيبا. قال محمد ذكر أبو عبيد أن من القراء من قرأ الذي كنتم به تدعون خفيفة لأنهم كانوا يدعون بالعذاب في قوله{ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً... } [الأنفال: 32] الآية قال وقرأ أكثرهم تدعون بالتشديد قال وهي القراءة عندنا والتشديد مأخوذ من التخفيف تدعون تفعلون و تدعون تفتعلون مشتقة منه. قوله { قُلْ } يا محمد { أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ } من المؤمنين { أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ } أي يمنع { ٱلْكَافِرِينَ } أي ليس لهم مجير يمنعهم من عذاب الله { فَسَتَعْلَمُونَ } يوم القيامة { مَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي أنكم أيها المشركون في ضلال مبين. { إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً } أي قد غار في الأرض فذهب والغور الذي لا يقدر عليه ولا تدركه الدلاء { فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ } جاء عن عكرمة المعين الظاهر قال الحسن المعين الذي أصله من العيون قال محمد { غَوْراً } مصدر موصوف به تقول ماء غور وماءان غور ومياه غور كما تقول هذا عدل وهذان عدل وهؤلاء عدل.