الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِنْدَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } * { قُلْ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ }

{ قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِنْدَ ٱللَّهِ } يعني علم الساعة لا يعلم قيامها إلا هو { وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ } أنذركم عذاب الله { مُّبِينٌ } أبين لكم عن الله { فَلَمَّا رَأَوْهُ } يعني العذاب { زُلْفَةً } قريبا { سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ساء العذاب وجوههم { وَقِيلَ } لهم عند ذلك { هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } لقولهمٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ } [العنكبوت: 29] استهزاء وتكذيبا.

قال محمد ذكر أبو عبيد أن من القراء من قرأ الذي كنتم به تدعون خفيفة لأنهم كانوا يدعون بالعذاب في قولهٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً... } [الأنفال: 32] الآية قال وقرأ أكثرهم تدعون بالتشديد قال وهي القراءة عندنا والتشديد مأخوذ من التخفيف تدعون تفعلون و تدعون تفتعلون مشتقة منه.

قوله { قُلْ } يا محمد { أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ } من المؤمنين { أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ } أي يمنع { ٱلْكَافِرِينَ } أي ليس لهم مجير يمنعهم من عذاب الله { فَسَتَعْلَمُونَ } يوم القيامة { مَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي أنكم أيها المشركون في ضلال مبين.

{ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً } أي قد غار في الأرض فذهب والغور الذي لا يقدر عليه ولا تدركه الدلاء { فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ } جاء عن عكرمة المعين الظاهر قال الحسن المعين الذي أصله من العيون قال محمد { غَوْراً } مصدر موصوف به تقول ماء غور وماءان غور ومياه غور كما تقول هذا عدل وهذان عدل وهؤلاء عدل.