الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ } * { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَمَرْيَمَ ٱبْنَتَ عِمْرَانَ ٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَانِتِينَ }

{ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } إلى قوله { فَخَانَتَاهُمَا } تفسير ابن عباس كانتا منافقتين تظهران الإيمان وتسران الشرك { فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } لم يغن عمل نوح ولوط عليهما السلام عن امرأتيهما من الله شيئا وهذا مثل ضربه الله يحذر حفصة وعائشة للذي كان مما قص في أول السورة وضرب لهما أيضا مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون ومريم يأمرهما بالتمسك بطاعة الله وطاعة رسوله وهو قوله { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ } تسأل الثبات على الإيمان فامرأة فرعون ومنزلتها عند الله لم تغن عن فرعون من الله شيئا إذ كان كافرا.

قال { وَمَرْيَمَ ٱبْنَتَ عِمْرَانَ ٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } يعني جيب درعها عن الفواحش { فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا } تناول جبريل جيبها بإصبعه فنفخ فيه فصار إلى بطنها فحملت قال { وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ } يعني جميع الكتب في تفسير الحسن { وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَانِتِينَ } من المطيعين لربها قال محمد العرب تقول للعفيف هو نقي الثوب وهو طيب الحجزة.