الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ } * { عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَٱللَّهُ قَدِيرٌ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { لاَّ يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوۤاْ إِلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ } * { إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُواْ عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ }

قوله { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ... } الآية رجع إلى قوله:قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيۤ إِبْرَاهِيمَ } [الممتحنة: 4] فأمر الله نبيه والمؤمنين بالبراءة من قومهم ما داموا كفارا كما برئ إبراهيم ومن معه من قومهم فقطع المؤمنون ولايتهم من أهل مكة وأظهروا لهم العداوة قال { وَمَن يَتَوَلَّ } عن الإيمان { فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ } عن خلقه { ٱلْحَمِيدُ } استوجب عليهم أن يحمدوه { عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً } فلما أسلم أهل مكة خالطهم أصحاب رسول الله وناكحوهم وتزوج رسول الله أم حبيبة بنت أبي سفيان وهي المودة التي ذكر الله.

{ لاَّ يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ } بالصلة { وَتُقْسِطُوۤاْ إِلَيْهِمْ } أي تعدلوا إليهم في أموالكم { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ } العادلين قال محمد قيل إن معنى تقسطوا إليهم ل تعدلوا فيما بينكم وبينهم من الوفاء بالعهد.

قال يحيى وكان هذا قبل أن يؤمر بقتال المشركين كافة كان المسلمون قبل أن يؤمر بقتالهم استشاروا النبي في قرابتهم من المشركين أن يصلوهم ويبروهم فأنزل الله هذه الآية في تفسير الحسن.

{ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ } يعني كفار أهل مكة.

{ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ } يعني من مكة { وَظَاهَرُواْ } أعانوا { عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ }.