الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّيۤ أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ } * { فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ } * { فَلَمَّآ رَأَى ٱلْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ } * { فَلَماَّ رَأَى ٱلشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } * { إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً } قال قتادة أبو إبراهيم اسمه تارح.

قال يحيى والمقرأة على هذا التفسير { آزَرَ } بالرفع وكذلك كان الحسن يقرؤها بالرفع آزر يقوله إبراهيم لأبيه.

قال محمد قال أبو عبيد مقرأ الحسن بالرفع هو بمعنى يا آزر وقال الخليل معنى يا آزر الشيء يعيره به كأنه قال يا معوج يا ضال قال يحيى وكان بعضهم يقرؤها بالنصب ويقول اسم أبيه آزر.

{ وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ } يعني ملك { ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } الآية.

تفسير قتادة قال ذكر لنا أن إبراهيم فر به من جبار مترف فجعل في سرب وجعل رزقه في أطراف أصابعه فجعل لا يمص إصبعا إلا وجد فيها رزقا وإنه لما خرج من ذلك السرب أراه الله ملكوت السموات أراه شمسا وقمرا ونجوما وعبونا وخلقا عظيما. وأراه ملكوت الأرض فأراه جبالا وبحارا وأنهارا وشجرا ومن كل الدواب وخلقا عظيما.

{ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ } أي آواه قال محمد يقال جن عليه الليل وأجنه الليل إذا أظلم حتى يستره بظلمته.

{ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ } ذهب قال { قَالَ لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ } وأهمه النظر فراعى الكوكب حتى ذهب وغاب قال واطلع القمر وكان ليلة آخر الشهر { فَلَمَّآ رَأَى ٱلْقَمَرَ بَازِغاً } أي طالعا { قَالَ هَـٰذَا رَبِّي } قال فراعاه حتى غاب { فَلَمَّآ أَفَلَ } ذهب { قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ } قال فازداد قربا من معرفة الله { فَلَماَّ رَأَى ٱلشَّمْسَ بَازِغَةً } أي طالعة { قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَآ أَكْبَرُ } أي من القمر والكوكب قال فراعاها حتى غابت { فَلَمَّآ أَفَلَتْ } ذهبت { قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }.