الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ } * { ثُمَّ رُدُّوۤاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ أَلاَ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ ٱلْحَاسِبِينَ } * { قُلْ مَن يُنَجِّيكُمْ مِّن ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ } * { قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ } * { قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } * { وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ ٱلْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } * { لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }

{ وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } قهرهم بالموت وبما شاء من أمره { وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً } من الملائكة يحفظون أعمال بني آدم ويكتبونها ويحفظونه مما لم يقدر له حتى يأتي القدر { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ } في أمر الله.

يحيى وبلغنا أن لملك الموت أعوانا من الملائكة هم الذين يسلون الروح من الجسد حتى إذا كانوا عند خروجهم جاء ملك الموت وهم لا يعلمون آجال العباد حتى يأتيهم علم ذلك من قبل الله.

{ ثُمَّ رُدُّوۤاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ } يعني مالكهم والحق اسم من أسماء الله { أَلاَ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ ٱلْحَاسِبِينَ }.

قال يحيى سمعت بعض الكوفيين يقول يفرغ الله من القضاء بين الخلق إذا أخذ في حسابهم في قدر نصف يوم من أيام الدنيا.

{ قُلْ مَن يُنَجِّيكُمْ مِّن ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } يعني كروب البر والبحر.

{ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً } أي سرا بالتضرع { لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ } الشدة { لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ } يعني المؤمنين.

{ قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ } أي كل كرب نجوتم منه فهو الذي أنجاكم منه { ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ * قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } تفسير الحسن في قوله { عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ } فيحصبكم بالحجارة كما حصب قوم لوط أو ببعض ما ينزل من العذاب { أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } أي بخسف أو برجفة { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً } يعني اختلافا.

{ وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } أي فيقتل بعضكم بعضا { وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ ٱلْحَقُّ } يعني القرآن { قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } بحفيظ لأعمالكم حتى أجازيكم بها إنما أنا منذر والله المجازي لكم بأعمالكم.

{ لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ } تفسير الحسن يقول لكل نبإ مستقر عند الله خيره وشره. { وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } يوم القيامة وهذا وعيد من الله للكفار لأنهم كانوا لا يقرون بالبعث.