الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالُواْ هَـٰذِهِ أَنْعَٰمٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَآ إِلاَّ مَن نَّشَآءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَٰمٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَٰمٌ لاَّ يَذْكُرُونَ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا ٱفْتِرَآءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـٰذِهِ ٱلأَنْعَٰمِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَٰجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَآءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حِكِيمٌ عَلِيمٌ } * { قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُوۤاْ أَوْلَٰدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ ٱفْتِرَآءً عَلَى ٱللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ }

{ وَقَالُواْ هَـٰذِهِ أَنْعَٰمٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ } حرام { لاَّ يَطْعَمُهَآ إِلاَّ مَن نَّشَآءُ بِزَعْمِهِمْ } وهذا ما كان يأكل الرجال دون النساء { وَأَنْعَٰمٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا } وهو ما حرموا من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وقد مضى تفسير هذا { وَأَنْعَٰمٌ لاَّ يَذْكُرُونَ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا } هو ما استحلوا من أكل الميتة { ٱفْتِرَآءً عَلَيْهِ } على الله فإنهم زعموا أن الله أمرهم بهذا.

{ وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـٰذِهِ ٱلأَنْعَٰمِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَٰجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَآءُ } كان ما ولد من تلك الأنعام من ذكر يأكله الرجال دون النساء وإذا كانت أنثى تركت محرمة على الرجال والنساء وإن كانت ميتة فهم فيه شركاء يأكلونها جميعا.

قال محمد من قرأ خالصة لذكورنا فكأنهم قالوا جماعة ما في بطون هذه الأنعام من ذكور خالصة لذكورنا ويرد محرم على لفظ ما لأن ما ذكر مذكر.

{ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ } أي بما زعموا أن الله أمرهم به { قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُوۤاْ أَوْلَٰدَهُمْ سَفَهاً } يعني سفه الرأي.

{ بِغَيْرِ عِلْمٍ } أتاهم الله يأمرهم فيه بقتل أولادهم وهي الموءودة كانوا يدفنون بناتهم وهن أحياء خشية الفاقة ويقولون إن الملائكة بنات الله والله صاحب بنات فألحقوا البنات به { وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ } يعني ما حرموا من الأنعام والحرث { ٱفْتِرَآءً عَلَى ٱللَّهِ }.