الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ } * { ذٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُنْ رَّبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَٰفِلُونَ } * { وَلِكُلٍّ دَرَجَٰتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } * { وَرَبُّكَ ٱلْغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُمْ مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } * { إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَآ أَنتُم بِمُعْجِزِينَ }

{ يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ } يعني من كفر منهم { أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ } يعني من الإنس ولم يبعث الله نبيا من الجن ولا من النساء.

{ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا } أنه قد جاءتنا الرسل في الدنيا.

قال الله { وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } إذ كانوا فيها { وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ } في الآخرة { أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ } في الدنيا { ذٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُنْ رَّبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَٰفِلُونَ } يقول لم يهلك الله قوما من الأمم السالفة حتى بعث إليهم رسولا.

قال محمد ومعنى { ذٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُنْ } ذلك لأنه لم يكن { وَلِكُلٍّ دَرَجَٰتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ } أي على قدر أعمالهم.

يحيى عن إسماعيل بن مسلم عن أبي المتوكل الناجي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدرجة في الجنة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض وإن العبد من أهل الجنة ليرفع بصره فيلمع له برق يكاد يخطف بصره فيقول ما هذا فيقال هذا نور أخيك فلان فيقول أخي فلان كنا في الدنيا نعمل جميعا وقد فضل علي هكذا فيقال له إنه كان أفضل منك عملا ثم يجعل في قلبه الرضا حتى يرضى ".

{ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } بعذاب الاستئصال يعني المشركين { وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُمْ مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُمْ } خلقكم { مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } { إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ } يعني الساعة { وَمَآ أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } بالذين تعجزون الله فتسبقونه حتى لا يقدر عليكم.