الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَٰطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } * { وَلِتَصْغَىۤ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ }

{ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً } قال الحسن جعل الله أعداء الأنبياء { شَيَٰطِينَ ٱلإِنْسِ } وهم المشركون { وَٱلْجِنِّ } أي وشياطين الجن { يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً } وهو ما توسوس الشياطين إلى بني آدم مما يصدونهم به.

قال محمد زخرف القول ما زين منه وموه وحسن وأصل الزخرف الذهب و غرورا مصدر كأنه قال يغرون غرورا.

{ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ } أي لو شاء الله ما أوحى الشياطين إلى الإنس { فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } ثم أمر بقتالهم بعد { وَلِتَصْغَىۤ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } يعني أفئدة المشركين تصغى إلى ما توحي إليه الشياطين { وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ } يعني وليكتسبوا ما هم مكتسبون.

قال محمد الاختيار عند القراءة وليرضوه وليقترفوا بتسكين اللام على أن اللام لام الأمر والمعنى التهدد والوعيد.