{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ قَوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم... } الآية هم المنافقون تولوا المشركين ما هم منكم يقوله للمؤمنين { مَّا هُم مِّنكُمْ } في باطن أمرهم إنما يظهرون لكم الإيمان وليس في قلوبهم { وَلاَ مِنْهُمْ } يعني من المشركين في ظاهر أمرهم لأنهم يظهرون لكم الإيمان ويسرون معهم الشرك { وَيَحْلِفُونَ عَلَى ٱلْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أنهم كاذبون يحلف المنافقون أنهم مؤمنون وليسوا بمؤمنين { ٱتَّخَذْوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً } حلفهم اجتنوا بها حتى لا يقتلوا ولا تسبى ذريتهم ولا تؤخذ أموالهم. { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً } يوم القيامة { فَيَحْلِفُونَ لَهُ } أنهم كانوا في الدنيا مؤمنين { كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ } في الدنيا فتقبلون منهم { وَيَحْسَبُونَ } يحسب المنافقون { أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ } أي أن ذلك يجوز عند الله كما جاز لهم عندكم في الدنيا { أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } يوم يحلفون له { ٱسْتَحْوَذَ } يعني استولى { عَلَيْهِمُ ٱلشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ ٱللَّهِ } أن يذكروه بالإخلاص له { أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ } شيعة الشيطان { أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ } خسروا أنفسهم فصاروا في النار وخسروا الجنة { إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ } يعادون { ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلأَذَلِّينَ } يذلهم الله { كَتَبَ ٱللَّهُ } أي قضى الله { لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِيۤ }. قال محمد قيل إن معنى غلبة الرسل على نوعين فمن بعث منهم بالحرب فغالب بالحرب ومن بعث منهم بغير حرب فهو غالب بالحجة.