{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلْكِتَابَ } فكان أول كتاب نزل فيه الحلال والحرام كتاب موسى قال { فَمِنْهُمْ مُّهْتَدٍ } يعني من ذريتهما { وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ } من ذريتهما { فَاسِقُونَ } مشركون { ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } بعدهم قال محمد معنى قفينا اتبعنا والمصدر تقفية. { وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً } يرأف بعضهم ببعض ويرحم بعضهم بعضا ثم استأنف الكلام فقال { وَرَهْبَانِيَّةً ٱبتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ } لم نكتبها عليهم إنما ابتدعوها ابتغاء رضوان الله ليتقربوا بها إلى الله قال الحسن ففرضها الله عليهم حين ابتدعوها قال محمد ورهبانية بالنصب على معنى وابتدعوا رهبانية. قال { فَمَا رَعَوْهَا } يعني الرهبانية { حَقَّ رِعَايَتِهَا } ولا ما فرضنا عليهم أي ما أدوا ذلك إلى الله. قوله { يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ } يعني أجرين { وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ } يعني إيمانا تهتدون به { لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ } هذه كلمة عربية يقول لئلا يعلم وليعلم بمعنى واحد { أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ } أي أنهم لا يقدرون على شيء { مِّن فَضْلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ }.