الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي ٱلأَمْوَٰلِ وَٱلأَوْلَٰدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَٰهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰماً وَفِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنٌ وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ } * { سَابِقُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } * { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } * { لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } * { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ }

{ ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } أي إنما أهل الدنيا أهل لعب ولهو يعني المشركين { كَمَثَلِ غَيْثٍ } مطر { أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ } يعني ما أنبتت الأرض من ذلك المطر { ثُمَّ يَهِيجُ } ذلك النبات { فَتَرَٰهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰماً } كقوله:هَشِيماً تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ } [الكهف: 45].

قال محمد لم يفسر يحيى معنى الكفار ورأيت في كتاب غيره أنهم الزراع يقال للزارع كافر لأنه إذا ألقى البذر في الأرض كفره أي غطاه وقيل قد يحتمل أن يكون أراد الكفار بالله وهم أشد إعجابا بزينة الدنيا من المؤمنين والله أعلم بما أراد.

وقوله { ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَٰهُ مُصْفَرّاً } أي يأخذ في الجفاف فتبتدىء به الصفرة { ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰماً } أي متحطما متكسرا ذاهبا وقوله { وَفِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ } للكافرين { وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنٌ } للمؤمنين { وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ } يغتر بها أهلها { سَابِقُوۤاْ } أي بالأعمال { إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } يعني جميع السماوات وجميع الأرض مبسوطات كل واحدة إلى صاحبتها هذا عرضها ولا يصف أحد طولها { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ } يعني الجدوبة ونقص الثمار { وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ } يعني الأمراض والبلايا في الأجساد { إِلاَّ فِي كِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ } نخلقها تفسير بعضهم من قبل أن يخلق السماوات والأرض { إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } هين.

{ لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ } تحزنوا { عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ } يعني من الدنيا { وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ } يعني من الدنيا.

قال محمد وقيل معنى تفرحوا ها هنا أي تفرحوا فرحا شديدا تأشرون فيه وتبطرون ودليل ذلك { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } فدل بهذا أنه ذم الفرح الذي يختال فيه صاحبه ويبطر وأما الفرح بنعمة الله والشكر عليها فغير مذموم وكذلك { لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ } لا تحزنوا حزنا شديدا لا تعتدون فيه سواء ما تسلبونه وما فاتكم.

{ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ } يعني اليهود يأمرون إخوانهم اليهود بالبخل بكتمان ما في أيديهم من نعت محمد والإسلام { وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ } عن خلقه { ٱلْحَمِيدُ } المستحمد إلى خلقه استوجب عليهم أن يحمدوه.