الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } * { يَوْمَ تَرَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { يَوْمَ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ٱرْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَٱلْتَمِسُواْ نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ ٱلرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ ٱلْعَذَابُ } * { يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَٱرْتَبْتُمْ وَغرَّتْكُمُ ٱلأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } * { فَٱلْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

{ مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } أي محتسبا هذا في النفقة في سبيل الله وفي صدقة التطوع { فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } الجنة.

قال محمد من قرأ فيضاعفه له بالرفع فعلى الاستئناف أي فهو يضاعفه له ومن قرأ بالنصب فعلى جواب الاستفهام بالفاء.

{ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } يقودهم إلى الجنة { وَبِأَيْمَانِهِم } كتبهم وهي بشراهم بالجنة.



{ ٱنظُرُونَا } انتظرونا { نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ } وذلك أنه يعطي كل مؤمن ومنافق نورا على الصراط فيطفأ نور المنافقين ويبقى نور المؤمنين فيقول المنافقون للمؤمنين { ٱنظُرُونَا } انتظرونا نقتبس من نوركم ويحسبون أنه قبس كقبس الدنيا إذا طفئت نار أحدهم اقتبس فقال لهم المؤمنون وقد عرفوا أنهم منافقون ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فرجعوا وراءهم فلم يجدوا شيئا فهنالك أدركتهم خدعة الله.

{ فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ } تفسير مجاهد السور الأعراف { بَاطِنُهُ فِيهِ ٱلرَّحْمَةُ } الجنة { وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ ٱلْعَذَابُ } بالنار.

قال يحيى والأعراف جبل أحد فيما بلغني يمثل يوم القيامة بين الجنة والنار.

{ يُنَادُونَهُمْ } ينادي المنافقون المؤمنين حين ضرب بينهم بسور { أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ } في الدنيا على دينكم { قَالُواْ بَلَىٰ } أي فيما أظهرتم { وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ } يعني أكفرتم أنفسكم فتربصتم بالنبي وقلتم هلك فنرجع إلى ديننا { وَٱرْتَبْتُمْ } شككتم { وَغرَّتْكُمُ ٱلأَمَانِيُّ } أي ما كنتم تتمنون من قولكم يهلك محمد وأصحابه فنرجع إلى ديننا { حَتَّىٰ جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ } قال بعضهم يعني الموت { وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } الشيطان أخبركم بالوسوسة إليكم أنكم لا ترجعون إلى الله { فَٱلْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ } وذلك أنهم الإيمان يوم القيامة فلا يقبل منهم الذين كفروا يعني ل الذين جحدوا في الدنيا في العلانية وأما المنافقون فجحدوا في السر وأظهروا الإيمان فآمنوا كلهم في الآخرة فلم يقبل منهم { مَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ } يعني الكفار والمنافقين { هِيَ مَوْلاَكُمْ } أي كنتم تتولونها في الدنيا فتعملون عمل أهلها قال محمد وقيل هي مولاكم هي أولى بكم لما أسلفتم وهو الذي أراد يحيى أيضا.