الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ } * { فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } * { أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } * { سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ } * { إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَٱرْتَقِبْهُمْ وَٱصْطَبِرْ } * { وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ } * { فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } * { وَلَقَد يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }

{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ } بالرسل { فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ } أي أنتبع بشرا منا واحدا { إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ } فلا نهتدي ل { وَسُعُرٍ } أي وشقاء في تفسير مجاهد قال محمد قوله وسعر أصل الكلمة من سعرت النار إذا التهبت.

{ أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا } على الاستفهام منهم وهذا الاستفهام على إنكار أي لم ينزل الذكر عليه من بيننا يجحدون ما جاء به صالح { بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } من باب الأشر { سَيَعْلَمُونَ غَداً } يعني يوم القيامة { مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ } قال محمد الأشر في اللغة البطر المتكبر يقال أشر يأشر أشرا فهو أشر وقالوا أيضا أشران وامرأة أشرى.

{ إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ } أي مخرجوها { فِتْنَةً لَّهُمْ } أي بلية { فَٱرْتَقِبْهُمْ } أي انظر ماذا يصنعون { وَٱصْطَبِرْ } على ما يصنعون وعلى ما يقولون أي إذا جاءت الناقة وقد مضى تفسير أمر الناقة في سورة الشعراء { وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ } وهذا بعد ما جاءتهم الناقة { كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ } تشرب الناقة الماء يوما ويشربونه يوما قال محمد معنى { مُّحْتَضَرٌ } يحضر القوم الشرب يوما وتحضره الناقة يوما.

{ إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً } والصيحة العذاب { فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } وهو النبات إذا هاج فذرته الرياح فصار حظائر تفسير من قرأ المحتظر بكسر الظاء ومن قرأها المحتظر بفتح الظاء فالمعنى جعل حظائر قال محمد وقيل الهشيم ما يبس من الورق وتكسر وتحطم أي فكانوا كالهشيم الذي يجمعه صاحب الحظيرة في تفسير من قرأه المحتظر بكسر الظاء يقول احتظر حظيرة ومن قرأ المحتظر بفتح الظاء فهو اسم للحظيرة.