الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي تَوَلَّىٰ } * { وَأَعْطَىٰ قَلِيلاً وَأَكْدَىٰ } * { أَعِندَهُ عِلْمُ ٱلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ } * { أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ } * { وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ } * { أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } * { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَىٰ } * { وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ } * { ثُمَّ يُجْزَاهُ ٱلْجَزَآءَ ٱلأَوْفَىٰ } * { وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } * { وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } * { مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } * { وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } * { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ } * { وَثَمُودَ فَمَآ أَبْقَىٰ } * { وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ } * { وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ } * { فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ }

{ أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي تَوَلَّىٰ } يعني المشرك تولى عن الإيمان { وَأَعْطَىٰ قَلِيلاً وَأَكْدَىٰ } تفسير عكرمة قال أعطى قليلا ثم قطعه.

قال محمد وأصل الكلمة من كدية البئر وهي الصلابة فيها وإذا بلغها الحافر يئس من حفرها فقطع الحفر فقيل لكل من طلب شيئا فلم يبلغ آخره وأعطى ولم يتمم أكدى.

قال يحيى قوله { وَأَعْطَىٰ قَلِيلاً } إنما قل لأنه كان لغير الله.

{ أَعِندَهُ عِلْمُ ٱلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ } يختار لنفسه الجنة إن كانت جنة كقوله:وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ } [فصلت: 50] للجنة إن كانت جنة هذا تفسير الحسن { أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ * وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ } يعني وفى ما فرض الله عليه في تفسير مجاهد.

{ وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَىٰ } ما عمل { وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ } قال محمد قيل المعنى يرى عمله في ميزانه.

{ وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ } يعني المصير { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ } أي خلق الضحك والبكاء { وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } الواحد منهما زوج { مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } إذا يمنيها الذكر { وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ * وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ } أغنى عبده وأقناه من قبل القنية.

قال محمد تقول أقنيت كذا أي عملت على أنه يكون عندي لا أخرجه من يدي فكأن معنى أقنى جعل الغنى أصلا لصاحبه ثابتا.

{ وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } الكوكب الذي خلف الجوزاء كان يعبدها قوم { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ } وهي عاد واحدة لم يكن قبلها عاد قال { وَثَمُودَ فَمَآ أَبْقَىٰ } أهلكهم فلم يبقهم { وَقَوْمَ نُوحٍ } أي وأهلك قوم نوح { مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ } كانوا أول من كذب الرسل.

{ وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ } يعني قرى قوم لوط رفعها جبريل بجناحه حتى سمع أهل سماء الدنيا ضواغي كلابهم ثم قلبها والمؤتفكة المنقلبة قال محمد أهوى أسقط يقال هوى وأهواه الله أسقطه.

قال { فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ } يعني الحجارة التي رمي بها من كان منهم خارجا من المدينة وأهل السفر منهم.