الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ } * { وَمَنَاةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ } * { أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ } * { تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ } * { إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ } * { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } * { فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ }

{ أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ * وَمَنَاةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ } بعد الاثنتين اللات كانت لثقيف والعزى لقريش ومناة لبني هلال { أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ } على الاستفهام وذلك أنهم جعلوا الملائكة بنات الله عز وجل وجعلوا لأنفسهم الغلمان وقالوا إن الله صاحب بنات فسموا هذه الأصنام فجعلوهن إناثا قال الله { أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ } أي ليس ذلك كذلك.

{ تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ } جائرة أن جعلوا لله البنات ولهم الغلمان هذا تفسير الحسن قال محمد يقال ضزت في الحكم أي جرت وضازه يضيزه إذا نقصه حقه وأنشد بعضهم لامرئ القيس:
ضازت بنو أسد بحكمهم   إذ يجعلون الرأس كالذنب
وأصل ضيزى ضوزا فكسرت الضاد للياء وليس في النعوت فعلى.

{ إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم } يعني اللات والعزة ومناة { مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } من حجة بأنها آلهة { إِن يَتَّبِعُونَ } يعني المشركين { إِلاَّ ٱلظَّنَّ } أي ذلك منهم ظن { وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ } القرآن قال الكلبي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت والمشركون جلوس فقرأ:وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ } [النجم: 1] فحدث نفسه حتى إذا بلغ { أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ * وَمَنَاةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ } ألقى الشيطان على لسانه فإنها من الغرانيق العلى يعني الملائكة وإن شفاعتها ترتجى أي هي المرتجى فلما انصرف النبي من صلاته قال المشركون قد ذكر محمد آلهتنا بخير فقال النبي والله ما كذلك نزلت علي فنزل عليه جبريل فأخبره النبي فقال والله ما هكذا علمتك وما جئت بها هكذا فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته الآية وقد مضى تفسير هذا.

قوله { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } وذلك لفرح المشركين بما ألقى الشيطان على لسان النبي من ذكر آلهتهم.