الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ } * { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ } * { وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ } * { عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ } * { ذُو مِرَّةٍ فَٱسْتَوَىٰ } * { وَهُوَ بِٱلأُفُقِ ٱلأَعْلَىٰ } * { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ } * { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ } * { فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَآ أَوْحَىٰ } * { مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ } * { أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ } * { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ } * { عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ } * { عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ } * { إِذْ يَغْشَىٰ ٱلسِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ } * { مَا زَاغَ ٱلْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ } * { لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰ }

قوله { وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ } تفسير ابن عباس قال يقول والوحي إذا نزل وفي تفسير الحسن يعني الكواكب إذا انتثرت والنجم عنده جماعة النجوم أقسم به { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ } يعني محمدا صلى الله عليه وسلم يقوله للمشركين { وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ } إن القرآن الذي ينطق به محمد { إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ } قال محمد إن بمعنى ما أي ما هو إلا وحي يوحى.

{ عَلَّمَهُ } علم محمدا { شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ } يعني جبريل شديد الخلق { ذُو مِرَّةٍ } وهو من شدة الخلق أيضا { فَٱسْتَوَىٰ } استوى جبريل عند محمد أي رآه في صورته وكان محمد يرى جبريل في غير صورته.

{ وَهُوَ بِٱلأُفُقِ ٱلأَعْلَىٰ } وجبريل بالأفق الأعلى وهو المشرق.

{ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ } جبريل بالوحي إلى محمد { فَكَانَ } إليه { قَابَ قَوْسَيْنِ } أي قدر ذراعين { أَوْ أَدْنَىٰ } أي بل أدنى قال محمد قيل إن القوس في لغة أزد شنوءة الذراع.

{ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ } إلى عبد الله { مَآ أَوْحَىٰ * مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ } وهي تقرأ على وجهين بالتثقيل والتخفيف من قرأها بالتثقيل يقول ما كذب فؤاد محمد ما رأى أي في ملكوت الله وآياته ومن قرأها بالتخفيف يقول ما كذب فؤاد محمد ما رأى أي قد صدق الرؤية فأثبتها.

{ أَفَتُمَارُونَهُ } يقول للمشركين أفتمارون محمدا على ما يرى { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ } يعني مرة اخرى رأى جبريل في صورته مرتين { عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ } قال ابن عباس سألت كعبا عن سدرة المنتهى فقال ينتهى إليها بأرواح المؤمنين إذا ماتوا لا يجاوزها روح مؤمن فإذا قبض المؤمن تبعه مقربو أهل السماوات حتى ينتهى به إلى السدرة فيوضع ثم تصف الملائكة المقربون فيصلون عليه كما تصلون على موتاكم أنتم ها هنا فذلك قوله { سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ } سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر في حديث ليلة أسري به " ثم رفعت لنا السدرة المنتهى فإذا ورقها مثل آذان الفيلة وإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا أربعة أنهار يخرجون من أصلها نهران باطنان ونهران ظاهران قلت يا جبريل ما هذه الأنهار فقال أما الباطنان فنهران في الجنة واما الظاهران ل فالنيل والفرات ".

قوله: { عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ } والجنة عندها السدرة والمأوى مأوى المؤمنين { إِذْ يَغْشَىٰ ٱلسِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ } تفسير بعضهم قال غشيها فراش من ذهب { مَا زَاغَ ٱلْبَصَرُ } بصر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يثبت ما رأى { وَمَا طَغَىٰ } ما قال ما لم ير.

{ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰ } يعني ما قص مما رأى ثم قال للمشركين: