الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ } * { وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } * { يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } * { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } * { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } * { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ } * { إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ } * { فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ }

{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ }.

يحيى عن سعيد عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إن الله ليرفع للمؤمن ولده في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه وكذلك الآباء يرفعون للأبناء إذا كانت الآباء دون الأبناء في العمل.

قوله { وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ } أي وما نقصناهم { مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ ٱمْرِىءٍ } يعني أهل النار { بِمَا كَسَبَ } من عمل { رَهَينٌ }.

{ وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ } يحيى عن عثمان عن نعيم بن عبد الله عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده إن أهل الجنة ليتناولون من قطوفها وهم متكئون على فرشهم ما تصل إلى يد أحدهم حتى يبدل الله مكانها أخرى] ".

{ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا } أي لا يتعاطون فيها { كَأْساً } والكأس الخمر { لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } تفسير مجاهد لا يستبون فيها ولا يأثمون في شيء.

قال محمد الكأس في اللغة الإناء المملوء فإذا كان فارغا فليس بكأس وتقرأ { لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } بالنصب إلا أن الإختيار عند النحويين إذا كررت لا في مثل هذا الموضع الرفع والنصب جائز فمن رفع فعلى الإبتداء و فيها هو الخبر ومن نصب فعلى النفي والتبرئة.

قوله { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } يعني صفاء ألوانهم والمكنون في أصدافه { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } يسائل بعضهم بعضا عن شفقتهم في الدنيا من عذاب الله { قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ } في الدنيا { فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } من عذاب النار { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ } النار { إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ } أن يقينا عذاب السموم { إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ } بر بالمؤمنين رحيم بهم.

قوله { فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ... } الآية قال محمد هو كما تقول ما أنت بحمد الله.